[b]السلام عليكم
أنا عايزة اتكلم معاكم شوية واحكي لكم علي اللي جوايا يمكن ارتاح شوية . . .
من يومين بالظبط اتفاجئنا بخبر وفاة خالة ماما التي كانت بمثابة أم لها لإن جدتي متوفية من زمان أوي فأصبحت خالات أمي هما الصدر الحنون لأمي . . هحكي لكم قصة هذه الخالة لتعرفوا هي عانت وتعبت اد ايه في حياتها . .
عندما تزوجت لم تنجب لمدة عشر سنوات كاملة وهي صابرة محتسبة تدعو الله أن يمن عليها بالذرية وان يرزقها من فضله فرزقها الله بولد وحيد أصبح محور حياتها كلها فلكم أن تتخيلوا مدي سعادتها بعد كل هذا الوقت من الشوق لطفل يملي عليها حياتها ويعوضها عن سابق حرمانها . . فكانت تفعل أي شيء من أجله وضحت بالغالي والنفيس كي تحقق له كل ما يريد . كانت تخاف عليه من أقل شيء وكانت تخدمه برمش عينها . .
وعندما أصبح شابا يافعا توفي ابوه وتركها لتحمل المسؤلية كاملة فكانت تعمل في سبيل توفير حياة كريمة له إلي أن استطاعت أن تشتري له شقة من مالها الخاص كي يتزوج فيها وبهذا تكون أدت رسالتها نحوه . .
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فعندما تزوج ابنها أصبحت زوجة ابنها مصدر عذاب لها فكانت تقسي قلبه علي امه دائما . وبعد فترة ذهبوا ليقيموا معها في شقتها لأن شقتها ايجار فخافوا أن تضيع الشقة عليهم في حالة وفاتها (وقد قال ابنها بنفسه هذا الكلام لخاله غير مراعيا أن التي يتحدث عنها هي أخته ) كانت هذه هي نيتهم وليس ليؤنسوا وحدتها . . فكانت زوجة ابنها تعاملها أسوأ معاملة ولا تجعلها تأكل معهم ابدا بل تضع لها تأكل بمفردها وتأمرها أن تساعدها في تنظيف الشقة وتنظيف الاطباق يوميا غير مراعية كبر سنها واحتياجها للراحة في مثل هذا السن . وكانت تمنعها من دخول حجرة نومها ونست انهم قاعدين في شقتها ضيوف بل أصبحت هي كأنها ضيفة في منزلها . وكان إذا جاءها أي ضيف تخشي أن تفتح الثلاجة وتقدم له مما عندها خوفا من زوجة ابنها شوفوا لدرجة ايه كانت عاملة لها ارهاب وهي بطيبة قلبها لم تكن تشتكي حرصا علي حياة ابنها .
إلي أن اصيبت بمرض الزهايمر فجعلها تنسي حاجات كتيرة وتفعل أشياء خارجة عن ارادتها فكانت زوجة ابنها تتزمر منها دايما وتشتكي للجميع منها وتحكي عن تفاصيل محرجة كان أولي بها أن تسترها غير مراعية أن ما يحدث غصب عنها بسبب المرض . . ولم تعتبرها مثل امها وترحم شيبتها بل كانت أيضا تبث ما بداخلها من كراهية في أبنائها حتي انهم كانوا يتغامزون عليها فيما بينهم مثلما يروا من امهم . . ونسوا انهم يعيشون من خيرها وفلوسها فكان معاشها يزيد عن الفين جنيه شهريا يأخذوه ويتصرفوا فيه كما شاءوا وكانت إذا مرضت واشتروا لها علاج يقولوا لقد اشترينا لها كذا وكذا من معانا وهو أصلا بفضل فلوسها . .
أما عن دور ابنها فيما يحدث فلا تسألوني لأنه لم يكن إلا منقادا وراء زوجته وكان صامتا غير مبالي لما يحدث في امه ولم يتخذ أي موقف تجاه ذلك ونسي كل ما فعلته امه من أجله وانها ضحت بكل شيء لكي تسعده فكان جزاءها العقوق ونكران الجميل ونسي أن الجنة تحت اقدام الأمهات ربنا يهديه ويهدي زوجته لا أعلم إن كانت ماتت راضية عنه أم غاضبة ...لقد شاهدناه يوم الجنازة حزينا باكيا فأين كنت كل هذه السنوات ؟؟ هل لم تفق الا عندما واراها التراب؟؟؟
عايزة اقول لكم ان كل واحد فينا ابويه على قيد الحياة فهى نعمة كبيرة من ربنا حاولى ترضيهم وتفرحهيم بيكى ومتزعلهمش ابدا وخليكى فاكرة ان فى يوم ممكن تصحى الصبح متلاقهمش فيه ومتلحقيش تطلبى منهم الرضا والسماح وساعتها هتندمى ندم العمر كله وهتحسى انك مهما عملتى موفتهمش ولو ابسط جزء من حقهم عليكى اللهم بلغت اللهم فاشهد وادعو الله ان يرحم اموات المسلمين.
أنا بخاطب كل زوجة انها تقف مع نفسها وقفه وتراجع تعاملها مع الجميع وخاصة حماتها ولتعتبرها مثل امها وتعاملها بالحسني ولتتذكر دائما انه كما تدين تدان وان ما كانت تفعله سيفعل بها مهما طالت الأيام بالإضافة إلي الانتقام الالهي في الدنيا والآخرة . .
في النهاية أنا بطلب منكم أن كل واحدة قرأت قصتها انها تدعو لها من قلبها بالرحمة والمغفرة وان تدخل الجنة بسلام دي أمانة طلبتها منكم.
احبكم في الله