[b]البعد الانساني للصيام
خلق الله الانسان وكرمه واسجد له ملائكته
ورزقه عقلا ...وارادة ..يستطيع بهما ..بناء ذاته
وسخر له ..الكائنات .........والمخلوقات
حتي يستمر في أداء مهامه ..الذي خلق من أجله
ألا وهي ..العبودية لله ......و اعمار الأرض
.............................
مقدمة لابد من ذكرها ......رغم بداهتها
الا أن الكثير ...........منا يتغافل عنها
.................................
ان الله لم يخلقنا .......لنتشبه بالعجماوات ......أعزكم الله
وهناك صنف من الناس ......أتعبوا انفسهم ..باللهث وراء شهواتهم
فقال تعالي ( والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام والنار مثوا لهم )
فتشبهوا أعزكم الله بالبهائم ..........وحولوا حياتهم متع ......فصاروا كالبهائم ..في مسعاهم
.............................
يروي أن الحطيئة هجي الزبرقان بن بدر ...وكان شاعرا فقال:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ..........واقعد فانك أنت الطاعم الكاسي
فغضب الرجل غضبا شديدا واعتبر الأمر اهانة شديدة فشكاه لسيدنا / عمر
فأمر بحلق رأسه وسجنه في غرفة مظلمة ....جزاء اهانته
ماذا يعني هذا ؟
يعني أن السلف الصالح عرف معني انسانيته ورسالته ....فليس أحط للانسانية أن
يجري وراء شهواته ومطعمه ومشربه ........ويكون هذا هو همه وشغله الشاغل
......................................
ان المادية الحديثة والقديمة أيضا ..............سيان في أهدافها
وهو أن يغرقوا البشرية .........في الشهوات والمتع الجسدية منها والجنسية والألقاب
والسطوة ........وجعلها هو هدف الانسان...........فأهانوا البشرية في انسانيته
وأخلاقه وأهدافه ......واعتبروا الدنيا نهاية الانسان ..فلابد أن يستفاد منها لأقصي الحدود
فأسرفوا علي أنفسهم ..يقول تعالي ( وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر )
وأما الاسلام .......فيريد ..أن يتوسط الانسانية بين متطلبات الروح ...ومتطلبات الجسد
واعتبار الدنيا ............طريق الآخرة ...فيفرض الشعائر التي ..تذكر البشرية
يقول تعالي ( وابتغ في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا )
بأهدافه ورسالته ..ففرض الصيام ......ليعرف الناس ...أن الأكل والشرب والشهوة
ليست هي بغية الانسان ..........وانما هي للتقوي للطاعة وحفظ الأنساب والسلالة
فقال تعالي ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون )