سيداتي ..آنساتي ..سادتي ..نحن امة تكاد تدفنها الأحداث الجسام
مرغ الهوان كبرياءها ..دمر الإستعمار خلال فتراته الطويلة
كيانها وثقافتها ...وأخشي أن يطال دينها هذا اتدمير أيضا ...
فرقها إربا ..قسمها دويلات قزمية لا تقوي إحداها علي العيش
إلا بحماية المستعمر بأشكاله الجديدة التي تختلف ظاهريا فقط
عن نمطه القديم ...حتي صرنا نستعين به ضد بعضنا ...
والله يقول لنا ..( ولا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين )
وقد اتخذناهم لسوء حظنا بالفعل أولياء من دون الله ...
نحن ننتمي بلا قرار منا لأمة واحدة ..حتي اولئك الرافضين لهذا
هم كذلك ...وطننا الكبير يتوسط العالم جغرافيا ..ويحتل مساحة
شاسعة في وسط قاراته ...وتمر به إجباريا حركة الملاحة
والتجارة بكل أنواعها ..بحرية كانت أم جوية ..وحتي خطوط
الإتصالات الدولية ...اقتصاديا ..يتربع هذا الوطن الكبير مجتمعا
علي أكبر مصادر الطاقة في العالم ..- الذهب الأسود ( النفط ) -
والطاقة الشمسية التي هي هدف العالم منذ الآن ..بالإضافة إلي
غيرها من الغاز والمعادن ..وحتي مخزون المياه الذي يتحدث
البعض عن عدم كفايته ولا يدرك أن مخزوننا المائي يعتبر
الأفضل حتي الآن ..فصحراؤنا لست وبالاً ..بل هي السعادة
عند من يعرف كنوزها وثرواتها التي لا تقدر بثمن ..والتي
إن لم نُحسن استثمارها سيصبح ذهبها ترابا وكنوزها أوهامًا ..
أما تاريخنا لمن يعرف ولمن لا يعرف ..وحتي لمن يُزور
حقائقه اليوم لتدمير نفوسنا ومحو ذاكرة أجيالنا ..هذا التاريخ
كان ولا يزال الأشرف علي مر العصور منذ خلق الله الأرض
ومن عليها ...
وبعد كل هذا ..هل هناك اليوم ( فيتو ) علي نهضتنا من جديد ..؟