CANARY عضو ماسي
الدوله : موطن الأحزان الهوايات : المطالعة والتواصل مع العصر الحديث عدد المساهمات : 46 نقاط : 130 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 29/05/1973 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 العمر : 51 المزاج : جيد
بيناتي الـبـلـد: موطن الأحزان المزاج: جيد اللون المفضل لي: ابيض,وردي,اسود
| موضوع: xxxx حقــــــيــقـــة المرض النــــــفـــســــــي xxxx الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 4:23 pm | |
| البعض يدعى أن الأمراض النفسية تصيب ضعاف الإيمان!
حينما يصاب أي إنسان بمرض فإنه يلجأ دائما للبحث عن العلاج المناسب لحالته . أما في المرض النفس فأن الأمر يختلف اختلافا كبيرا حيث يعتقد الكثير من الناس أن المرض النفسي يحدث أولا نتيجة لضعف الإيمان لدي الإنسان ...وإنه لكي يتغلب علي هذا المرض يحتاج للتوبة عن الكثير من المعاصي التي ارتكبها في حياته وأن يتقرب إلي الله وأن يكثر من العبادات حتي تستطيع التغلب علي معاناته النفسية . ويعزو البعض الآخر خوفه من العلاج النفسي هو بسبب الخوف من أن يوصم أمام المجتمع بأنه مجنون حيث يشعر أن كل من يلجأ للطبيب النفسي يصفه المجتمع بالجنون . والبعض الآخر يفكر أن المرض النفسي يكون مرادفا لمس الشيطان أو الجن... ويحتار كيف يجد طريقة للعلاج من هذه المشكلة . ولذلك فأن علي الطبيب النفسي مسئولية هامة أمام المرضي وأسرهم ... بل أمام المجتمع ككل من أجل أن يضع الصورة الحقيقية عن المرض النفسي ... والرد علي الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الأمراض النفسية عامة ويبـدو أن هذا الاعتقاد إنما جاء من أمرين:-
الأول : عـدم إدراك الناس لمعنى المرض النفسي
الثاني : نظرة الناس للأمراض النفسية على أنها مركب نقص
ولبحث هـذا الأمر علينا ابتداء أنْ نفـرّق بين العوارض النفسية والأمراض النفسية
فالعوارض النفسية هي تلك التفاعلات النفسية التي تطرأ على الفرد نتيجة تفاعله مع ظروف الحياة اليومية ، وتستمر لفترات قصيرة ، وقد لا يلاحظها الآخرون ، ولا تؤثر عادة على كفاءة الفرد وإنتاجيته في الحياة ، كما لا تؤثر على عقله وقدرته في الحكم على الأمور . وتعد هذه العوارض النفسية جزءاً من طبيعة الإنسان التي خلقه الله بها ، فيبدو عليه الحزن عند حدوث أمر محزن ، ويدخل في نفسه السرور والبهجة عند حدوث أمر سار .
أمـا الأمراض النفسية فأمرها مختلف ، وهي لا تقتصر على ما يسميه الناس بالجنون ، بل إن معنى المرض النفسي معنى واسع يمتد في أبسط أشكاله من اضطراب التوافق البسيط إلى أشد أشكاله تقريباً متمثلاً في فصام الشخصية شديد الاضطراب . كما أنه ليس شرطاً أنْ تُستخدم العقاقير في علاج ما يسميه الأطباء النفسيين بالأمراض النفسية ، بل إن منها ما لا يحتاج إلى علاج دوائي فهي تزول تلقائياً ، وربما لا يحتاج معها المريض سوى طمأنته كما يحدث عادة في اضطرابات التوافق البسيطة .
ولتبسيط الموضوع فإننا نقسم الأمراض النفسية إجمالاً إلى نوعين:
الأول : تلك الأمراض التي تؤثر على عقل الفرد فيفقد استبصاره بما حوله ، وتضعف كفاءته وإنتاجيته وقدرته في الحكم على الأمور ، ويحدث فيها أعراض غريبة لم تعهد عن ذلك الفرد ولم تعرف عنه كالاعتقادات والأفكار الغريبة الخاطئة التي لا يقبل معها نقاش ، أو أنْ تتأثر أحد حواسه أو بعضها بما هو غير مألوف له كسماعه لبعض الأصوات التي لا وجود لها حقيقة ، أو وصفه لنفسه بأنه يرى بعض الأجسام دون أنْ يكون لها أي وجود على أرض الواقع . ويمكن أنْ يصيب هذا النوع من الأمراض أي فرد من الناس سواء كانوا من الصالحين أو الطالحين إذا توفر ما يدعو لحدوثها من أقدار الله
الثاني : تلك الأمراض التي لا تؤثر على عقل الفرد ولا يفقد معها استبصاره أو قدرته في الحكم على الأمور لكنها تُنقص نشاطه بعض الشيء ، كالحزن الشديد المستمر لفترات طويلة وعـدم قدرة البعض على التوافق مع بعض مستجدات الحياة (اضطراب التوافق ) وغيرها كثير . ولعلي أعجب من البعض الذين يربطون درجة التقوى والإيمان بامتناع الإصابة بالأمراض النفسية دون العضوية !! فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " . وهذا البيان النبوي شامل لجميع الهموم والغموم صغيرها وكبيرها ، وأياً كان نوعها .
وفي الأصل أن الأمراض النفسية مثل غيرها من الأمراض ولا شك ، وهي نوع من الهم والابتلاء ، ولذلك فإنها قد تصيب المسلم مهما بلغ صلاحه .
| |
|