[b]بسم الله الرحمن الرحيم
تجارب حياتية
في مستهلّ حياتنا العمليّة ، بل وعلى مدار حياتنا كلّها
يمكننا أن تستفيد من تجربتين :
أوّلاً : تجاربنا الشخصية والتي تختلف
ـ غنىً وفقراً ـ من شخص إلى آخر ،
بحسب خلفيّة كلّ منا وما عاشه في حياته
من تجارب ومعاناة وأخطاء ،
وما اكتسبه من خبرات ومعارف .
وليس هناك إنسان قطّ بلا تجارب ،
فحتى الطفل الصغير له تجاربه .
وتجاربنا ككرة الثلج تنمو مع الأيام باطّراد .
وهناك مَنْ ينتفع وهناك مَنْ لا ينتفع من تجاربه .
ثانياً : تجارب الآخرين ، سواء الشبّان منهم أو الكبار
القريبين أو البعيدين . فكتابُ الحياة مفتوحٌ للجميع
وحقوقه ليست محفوظة ، بل هي حقّ مشاع لأيّ إنسان .
وتجربةٌ عاشها أكثر من إنسان
وخلصوا منها بنتائج معيّنة
تكفيك مؤونة خوضها من جديد
فلقد قيل : «مَنْ جرّب المجرَّب حلّت به الندامة»
مثلما قيل أيضاً : «إنّ في التجارب علماً مستفاداً»
أو «في التجارب علمٌ مستأنف» .
فتجارب الناس الذين عاشوا قبلنا ،
أو الذين يعيشون معنا هي معينٌ لا ينضب
.ولذا ، فإنّنا نستوحي القرآن الكريم ،
حينما ندعو إلى دراسة تجارب الآخرين
اُمماً وأفراداً وجماعات
(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب
يعقلون بها أو آذان يسمعون بها )
.
وخلاصة القول إنّ التجارب (معرفة) و (عقل)
وأيّاً كانت معرفة الانسان وعقله ،
فهو بحاجة إلى معارف وعقول الآخرين
«مَنْ شاور الناس شاركها في عقولها» .